الجمعة، 26 ديسمبر 2008

ليلة بكي فيها الرجال


جاء عمي إبراهيم و زوجته و أبنتاه ناريمان و مديحة ثم جاء جدي و عمي محمد فعمتي
السيدة و زوجها و أولادها أمينة و مصطفي و إبراهيم و حين هممنا بالتحرك إذ بسرب من
طائرات العدو غريبة الشكل تلقي علي البيوت ما يشبه البودرة و لكن تأثيرها حارق إذ
سرعان ما أحترقت البيوت و أستعرت النيران من بيت لبيت حتي آتت النيران علي الحي بأكمله و نحن وقوف بملابس النوم مشردين بلا مأوي ،و لتقريب الصورة للذهن أحببت أن أوضح أن حي المناخ في هذا الزمان كان يقع بين شارعي الأمين شرقا و شارع مسجد صالح سليم غربا (استلينجراد - الآن)و من الجنوب شارع كسري و من الشمال شارع الثلاثيني و كان ينقسم الحي قسمان المناخ الفوقاني و المناخ التحتاني و في أقص الشمال الغربي كان موجود قشلاق السواحل و عشش الصيادين و كذا مستشفي الفوقانية للحميات و السلخانة كل هذه المنطقة أصبحت اثرا بعد عين و تحركنا بصعوبة في إتجاه قسم المناخ بأقصي الجنوب الغربي مجتازين البيوت المحروقة و قام أبتي و زوج عمتي و عمي إبراهيم بربط أيدي الأطفال بالحبال حتي لا يضيع أحد في الظلام و بمجرد و صولنا جهة القسم إذ بكردون من جنود الأحتلال يدفعنا دفعا في أتجاه شارع الأمين فجراج عبد ربه (مسجد مريم القطرية -حاليا) حيث تجمعنا أهل الحي جميعا بداخل الجراج محاصرين بقوات الأحتلال لا نملك طعام و لا ماء ، و أخذ الجنود الأعداء في فرز الوجوه بحثا عن الشباب و الرجال الذين يستطيعون حمل السلاح و حين تقع أعينهم علي أحد الشباب أخذوه عنوة إلي سيارة نقل جنود و كان ممن و قع أختيارهم عليه من عائلتنا عمي إبراهيم حيث ألقوا القبض عليه و زوجته و نساء العائلة يبكين و هو يقاوم و تعامل معه الجنود الأنجليز بعنف و أخذوه إلي السيارة التي غابت عن انظارنا ، ثم أخذوا في إخراجنا جميعا من الجراج مرة آخري من ناحية شارع الثلاثيني لنري جميعا منظر في غاية البشاعة و العنف حيث قيدوا ثلاث من الشباب و جعلوا وجوههم إلي ناحية سور مستشفي المصح البحري و أمطروهم بوابل من نيران البنادق علي ظهورهم فسقطوا و نحسبهم عند الله شهداء .. يا الله كان منهم عمو عوض بن أبو رشاد جارنا و صديقي الحميم..

هناك 10 تعليقات:

مهندس مصري بيحب مصر يقول...

متابع مع حضرتك حديث الذكريات

Empress appy يقول...

حمد لله على سلامتك يا ابى العزيز يا رب تكون بخير وحشتنا الذكريات والحياه اللى افتقدناها

doaa يقول...

أدعوا الله أن يحفظ بلادنا ويرحم موتانا
تحياتي لحضرتك

همس الاحباب يقول...

الف حمدلله على سلامة حضرتك
اشتقنا لذكرياتك كثيرا والدى العزيز
وذكريات اليمة ولحظات صعبة التى ترويها لنا وكم انتم عانيتم كثيرا
وحضرتك بتحكى عن حى المناخ تذكرت اخر مرة كنت فيها فى بور سعيد ودار الايتام وقسم المناخ والمسجد الذى صلينا فيه
واسماء كثيرة اعرفها وتخيلتها اثناء القراءة
دمت بخير والدى العزيز

موناليزا يقول...

الحمدلله ان هذه الاوقات العصيبة انتهت
==========
ممكن تشيل تاكيد الكلمة حين اريال التعليق

تايه في وسط البلد يقول...

جميل جدا حيث الذكريات يا ابي
مهما احتوي علي ما يثير الشجون الا انه مما ينير العقول وينبه الضمائر

حمدا لله علي سلامتك يا ابي ودمت بالف خير وسلام

جنّي يقول...

السلام عليكم

كان الله مع اهل غزة وليغفرالله لنا تقصيرنا معهم ..

كل من له عينان يرى التواطؤ الكريه من حكومة فاسدة وحزب فاسد .. اما وانه قد خدع رئيس اكبر دولة اسلامية .. فهو غير كفيل بحكمنا .. نتحدث عن تواطؤ رئيس جاهل وحزب فاسد وحكومة اقرب الى الصهيونية ..ان لم تكن كذلك ..
اما حماس فيكفيها فخرا انها لم تستسلم كما استسلم غيرها .. لم تسرق اموال الشعب الفلسطيني كما فعل غيرها ..
حماس التي قدمت فخر شبابها شهداء في ساحة الجهاد والزود عن شرف الامة العربية والاسلامية ..
حماس العزة والكرامة والشرف ..
ولكن ماذا نحن فاعلون ؟

اقول لا للوقفات والاستنكارات ولكن اجمعوا المال والمؤن والسلاح وليفعل كل منا ما يستطيع لايصال المال والمؤن والسلاح لاهل غزة ..

ويارجال سيناء الشرفاء قوموا بايصال المال والمؤن والسلاح لاخوانكم في غزة الصامدة..

ولعنة الله على الكلب الذي استقبل العاهرة اليهودية للتواطؤ لضرب غزة ..

وحسبنا الله ونعم الوكيل

ميرا ( وومن ) يقول...

ليلة بكي فيها الرجال وأبكيتنا نحن يا أبتي

لك مني خالص تحياتي

شاب نفسة يحقق حلمة يقول...

انا اول مرة ازور مدونة حضرتك
وان شاء الله مش هتكون اخر مرة
وادعو الله ان يرح موتانا
واتمني تشريف حضرتك لمودونتي المتواضعة
تحياتي لحضرتك

غير معرف يقول...

how can you write a so cool blog,i am watting your new post in the future!